jeudi 6 février 2014

الحرية


الحرية المطلقة مدرسة تنتج بنظري بعد صيرورة من الغربلة النمادج الأكثر قدرة على الإنتاج والإبداع ، فمهما بدى الأمر في بدايته سلبياً ، مع الوقت تبرز محاسنه الأكثر جمالا و انتاجية . لكي نتقدم أو نسير في طريق التقدم أو نرسم طريقا للتقد م لابد اولا أن نلغي كل القوانين التي تقيد حريتنا في الكلام والنقد والتفكير ، مهما بدى كلامنا و تفكيرنا غبياً أو أبلد فهو في النهاية لا يخرج عن دائرة داتية تعكس صاحبها وتقدمه لنا نحن القراء . انني حين اكتب فإنني تلقائيا أرسم صورتي اخلاقي مفاهيممي حياتي بغية تقديمها للأخر في اطار قانون اللاقانون واللاحجر على الكلام ـ من حق الأخر أن يرقض تلك الصورة أو يشتمها أو ينتقدها أو يقدم لنا نمودجه هو كبديل ـ من حقه أن يتكلم بكل لغات الغضب والضجر التي يملكها ـ فإنني أتقبل حريته تلك ولا اعتقد أنها تمسني نفسيا أو فكريا بل ربما تحفزني على المضي قدما في الكتابة والتعبير والنضج الفكري والأحلاقي ، ان تعبير الحرية المطلقة الذي يتخوف منه الناس ، أو يقدمونه على أنه بداية لمهلكة أو اندثار أخلاقي لا يغدو من وجهة نظر الواقع الصرف محض وهم أو تخوف غير مبرر ، ولانه في الغالب يصدر عن سلطات كهانوثية لا هم لها سوى تقييد حرية الأفراد والمجتمعات بمجموعة من القوانين التي تقيد حرية الإنسان وتسجنه داخل مفاهيم غيبية لا تراعي في الغالب انسانيته وكونه قبل كل شيء انسان غريزي يتعلم من خلال التجارب والمغامرات والأخطاء أكثر مما يتعلم من تلك القوانين الغيبية ، وأن أكثر المدرسين والمعلمين هم أكثر المخطئين والمغامرين ـ إن الحجر على حرية الإنسان في التعبير على رايه أو فكره أو معتقداته ومثله أو سلوكياته ونمط عيشه باسم القانون الأخلاقي أو المحافظة على الأخلاق أو النظام ليس في حققيته سوى محاولة لقتل روح الإبداع و الإنتاج في روح الإنسان ، ليست سوى محاولة حقيرة يقوم بها مجموعة من الرعاع الذين اعتقدو أو امنو أنهم وصلو الى الحقيقة المطلقة ـ وانهم انطلاقا من تلك الحقيقة يحق لهم تقرير الحق والباطل والحلال والحرام ، و الحجر على عقل الإنسان و توجيهه نحو مطلقهم الوهمي ، نحو جنة الرب الذي اعتقلوه وسجنونه متناسين ان الرب مفهوم فقط ـ يحق لأي انسان في العالم أن يقراه ويفسره وفق أي نمودج فكري واخلاقي يريده ، فحين اتكلم عن الرب أو اتعامل معه فكريا أو اخلاقيا فإنني في جوهر عملي هذا اتعامل مع مفهوم صرف ـ الرب في صميم تكونه وتطوره عبر التاريخ لم يكن سوى مفهوم ـ كلمة ـ نص أو مجموعة من النصوص ـ تقرأ وتفسر وفق تطور اليات القراءة لدى الإنسان . فحين أتكلم عنه أي الرب باعتباره مفهوما أو ـ بدقة ـ تعبير عن ثقافة وهوية ثقافية لمجموعة من الأفراد أو المجتمعات فإن كلامي كله لا يغدو كونه محض قراءة داتية “لنص ” يحكي تاريخ تلك المجموعة ـ فهما كان شكل كلامي عنه أو نمط تلك القراءة وفحوها ومغزاها فإنها لا تحرج عن إطار داتيتي وانسانيتي ومحاولتي الفردية للقراءة وانتاج القراءة ـ ولا يحق للمجتمع أو النظام الإجتماعي أن يحجر على قراءتي أو يقمعها أو يفعل الأسوء أن يقمع الكاتب ويحاكمه باسم اهانة المقدسات أو مس تلك المقدسات ، لأن جل عملي لم يكن سوى محاولة للقراءة . فالقراءة النقدية أو ـالصادر من عقل حر لا تعترف بالمقدس ولا المدنس بل تتعامل انطلاقا من قاعدة أن كل شيء يقرا بطرق مختلفة وينتج قراءة مختلفة وافكار جديدة تلهم الإنسان وتضيء له الطريق ـ فأي نظام يحاكم الإنسان على قراءته كان بالأحرى له أن يلغي المدراس التي تعلم الإنسان القراءة والكتابة ، قد يتساءل القراء وهم بصدد قراءة نصي هذا : ليماذا يكون الرب فقط هو المنتقد ؟؟ ليماذا يكون النقد موجه ضد الرب ودين الرب و القائمين على خدمته ؟؟ ليماذا يكون الهجوم على الرب تعبيرا عن حريتكم ؟؟؟ انها بلاشك اسئلة تستحق ان نقف أمامها كثيرا ، ولكي اجيب عليها يتوجب علي العودة مجددا لوضع تعريف لكلمة ـ “رب ـاله ، الله “ ما الرب إدن ! أو كيف يمكننا أن نضع تعريفا له ـ أو ـ الأقل ـ قراءة له ـ تكون ـ متناسقة مع ما اريده ـ قلت أنفا ـ أن الرب هو تعبير عن ثقافة وهوية ثقافية لمجموعة من البشر أو المجتمعات الإنسانية ـ وهذه الثقافة تنعكس في اطار يسمى ـ دين ـ والدين بدوره اطار يحتوي مجموعة من التعاليم تسعى للتنظيم حياة مجتمع ما ـ وـ الأهم ـ تكون تلك التعاليم ـ ذات مصدر فوق أرضي ـ أي ـ لكي تكون للتلك التعاليم سلطة الإقناع أو الزجر لابد وان تحمل بصمة الرب عليها ، وهنا لب الفكرة ـ الرب هو سلطة ! لكن سلطته في جوهرها موجودة داخل كتاب ـ لان الكتاب يحتوي دين اي تعاليم الرب ونواهيه ورؤيته أو كلام الرب ـ بات الكتاب يحمل صفة جديدة تلازمه وتمييزه عن باقي الكتب ، ” القداسة “ـ هذا الكتاب مقدس ـ لأنه يحتوي كلام الرب ! لكن كلام الرب هو بحد ذاته نص / يحتاج للقارئ / هنا ـ يتدخل ـ عنصر جديد يحجر على كلام الرب ويحفظه من أي قراءة ، أو لنقل ـ يضفي القداسة على قراءته هو للكلام الرب و يسجن الرب ضمن قراءته ووينهي قراءته بخاتم صدق الرب العظيم ـ بمعنى ـ لا نقاش ولا قراءة بعد قراءتي هذه !! هذا هو احقر انواع البشر ـ انه الكهنوثي الذي ينصب نفسه متكلما باسم الرب الذي يمثل سلطة / وهنا ـ يمكن أن اقول ـ ان الرب هو المهلكة الحقيقية للأنسان ـ باعتباره سلطة تقيد الإنسان وتسجنه ضمن رؤية كهنوثية ضيقة تعكس مزاج كيان مريض يحاول تقدبس مرضه واضقاء القداسة عليه عن طريق الإرهاب الذي يمارسه ضد المجتمع والإنسان باسم الرب ، ان الكهنوثي ‘ إذ يقوم بتقديس قراءه “للنص” باسم الرب فإنه ضمناً يحاول الخروج عن إطار انسانيته التي نقر لها بالقصور والجهل مهما علت في مذراج الثقافة والعلم ـ ليلج عالم فوق انساني متكئا على عكاز الرب ،ذلك هو ما اسميه المرض الخطير ـ ولكي نتعالج منه أو نعالج ما تبقى من الكهنة لابد لنا من أن نقتل الرب اي أن نقتل القداسة حتى نحرر ما تبقى لنا من انسانية بدقة أن نلغي وضيفة الكهنوثي ـ ونعلن عن بداية عصر جديد يكون شعاره الحرية المطلقة لإنسان . كما كانت صرخت نيتشه القوية التي اطلقها مع نهاية القرن التاسع عشر ـ “لقد مات الرب ” لم تكن تعني سوى هذا ـ اقتلو كل كهنوثي يحاول أن يقفز فوق انسانيته ليتلكم باسم الرب ، اقتلو كل من يحاول أن يقدس نفسه باسم الرب !! وبهذا فتح نيتشه ابواب عالم جديدة ـ عالم اللايقين ـ كل قراءة تبقى نسبية مهما كان صاحبها . ان هجومي على الرب أو هجوم أي مفكر ليس سوى تعبير عن رغبتنا في الحرية المطلقة ـ حرية التفكير والنقد والكتابة والكلام والأهم حرية القراءة وانتاج القراء

عيشة

بعد عناء يومين من المعاندة والإحتجاج ضد نفسي ومع نفسي ،فأنا لا احيا سوى مع نفسي بعيدا كل البعد عن الإجتماع مع الآخرين ، الآخرين هم المجتمع , المحيط العائلي ، الحومة ، الحلاق , المقهى ، انهم بالنسة لي مواضيع للدراسة للتأمل وغرباء أكتشفهم يوما عن يوما , كم هو الأمر مؤسف يا عيشة حين تشعرين بهذه الغربة و العزلة داخل نظام اجتماعي كنظامنا المغربي ؟ أو حين تعزلين نفسك عن ذلك النظام بالقوة ، ليس لأنك أقوى أو أذكى أو أفضل بل لأنك عاجزة عن التواصل معهم أو العيش معهم ضمن نطاق أفكارهم وتمثلاثهم الفكرية والدينية . انني اشعر بالضجر بالملل والسأم وربما برغبة في الموت حين اكون بينهم ، حين اعيش بينهم ، حين اعجز عن فهمهم أو تقبلهم كما هم . اعجز عن مشاركتهم أفارحهم وأحزانهم وأعيادهم وكل ما يمرون به . حتى داخل اسرتي ! تخيل أن امي لامتني اليوم لأنني لم استقبل ضيوفها أفراد عائلتنا أولائك الغرباء عني !! تخيل أن اختي لامتني لأنني لم اجلس ولم ألتقط صورة معها أثناء خطبتها ؟
لما أفعل كل هذا ؟
لما أنعزل اذن عن مجموعة تلك القيم الإجتماعية ؟
هل هناك خلل ما في في اعماقي في نفسيتي في تفكيري ؟
هل أنا عنصري لهذا الحد ؟
قبل العيد بليلة وقعت مشادة كلامية بيني وبين أبي ، خلاف , شجار ربما ,تألمت كثيرا , من جراء ذلك , ليلة باكملها كان صدري يؤلم ، جاءت الي امي تسألني ما بك ؟ لما أنت على هذه الحال ؟ كيف اجيبها ؟ انظري ، ذلك المتخلف القابع هناك سيقتلني بتخلفه ! أبي متخلف !! هل رأيت عقوقا مثل هذا ؟؟
لما تبدو الأشياء مقرفة ومملة لهذا الحد ؟ جاء العيد اذن , المؤذن يؤذن , أشعر بالأرق , اقوم من النوم واتوجه الى الحمام , استحم وارتدي ملابسي ، حتى الرغبة في الإستحمام تنعدم ! أصوات الأكباش تنعق كأنها تحتج على مصيرها ، كأنها تلعن يوم ولادتها ، امسك كتابا وابدء فقرائته , انثوية العلم , سلسلة عالم المعرفة , الكتاب يتحدث اجمالا عن ذكورية العلم أو , محاولة الذكور السيطرة على المجال العلمي واقصاء دور المرأة والغائه بالمرة تحت تبريرات بيولوجية وعنصرية ان صح القول , اعجب بالكتاب واسترسل في قرائته, 100 صفحة قراتها ، أترك الكتاب , اقوم مجددا , جاء أبي من المسجد , اتوجه اليه , اقبل يديه , عيدك مبارك يا ابي ، نوع من الصلح , اقبل يدي امي , عيدك مبارك يا امي ,اعود مجددا الى غرفتي , لا جديد , لا يهمني ما سيحدث بعد ، ارسل رسالة معايدة لصديقي ، صباح الخير عزيزي .
افكر فيك , هل ارسل لها معايدة ؟ هل اكتب لها عيدك سعيد يا عيشة ؟؟ لا…لا….لا… لا تذكرني بها ، أضع الهاتف جانبا ً , أتوجه الى السطح , من أجل مشاهدة عملية ذبح الأكباش ونحرها أمام الأطفال , ما البث أشعر بالملل من ذلك المشهد وأعود مجدد الى غرفتي , احمل كتابا آخر , وابدء في قرائته , التحليل النفسي , احاول فهم هدا الكتاب , اقرا فيه الكثير ثم اتركه وهكذا , الملل , يا عيشة , لكنك كنت في تفكيري ايضا , طوال اليوم , ترى كيف هي ، كيف تشعر وتفكر وتعيش العيد .؟ هل هي سعيدة ومرحة بالعيد مثل الأطفال ؟ هل هي كذلك ؟ هل تشاهد مشهد الذبح وتبتسم مثل الأطفال ؟
يمضي منتصف اليوم ، ارتدي ملابسي واهرب بعيدا ، الى اين لا أدري , المهم , لا أريد ان التقي احدا, لا اريد أن يقبلني احد , ويقول لي عيدك سعيد ، لأني لست سعيدا , اذهب . هل تعلمين الى أين حيث اختبأ لساعات طوال هناك ؟ أذهب , لكي اقامر .
القمار يجري في دمي مثل حبك , لكن , في عز الخسارة التي منيت بها تسائلت : ايهم أقوى القمار أم حب عيشة ؟ بدى السؤال تعزية عن مرارة الخسارة التي منيت بها , وحتى الإجابة عنه غير مجدية ، خسرت مبلغ 500 درهم في ظرف ساعات ، كنت اريد ان اربح لكي اسافر الى الدار البيضاء , كي اراكي ربما و وارى , حديقة الحيوان , وربما اغير الجو ,وأنتشي بجو جديد , اشم رائحة جديدة والتقي باناس جدد ، لكنني خسرت , لم اربح , تبخر كل شيء , ازدادت حالتي النفسية سوءا بعد الخسارة , بث مضجرا وكئيبا , في تلك الأجواء الحزينة , ضمني احدهم الى صدره وبدأ يقبلني , عيدك سعيد محمد , بالرغم من انك لا تؤمن بمعتقداتنا ومقدساتنا , شعرت بالحبور للحظة , هناك من يحيني ويقبلني , بالرغم من انه يعلم أنني لا اؤمن بمقدساته !! كلمني ذلك الغريب لبعض الوقت , ثم اختفى , لم أشعر به ابدا , لم أعرف ماذا قال بعد أن قبلني وضمني الى صدره ، بالرغم من أنه تحدث كثيرا , ثم تركني , مع نفسي مجددا , مع تلك الخسارة , ومع علامات استفهام كثيرة تحيط بي , دخنت سيجارة بعدها , و ذهبت الى الحلاق , حيث جلست انتظر دوري , كم كان الإنتظار مملا ؟ والأهم هو احاديثهم , ودردشتهم ، العيد ….الأضحية …..الغلاء ……الصلاة …..الخطبة….. الدعاء …… جاء احدهم فجأة وضمني الى صدره مجددا , بغتة !عيدك سعيد محمد، لم اتلكم بكلمة معه , ولم أنبش بحرف , كم كنت فضاُ معه ؟ وجاء الآخر ليضمني ايضا , لكنني دفعته وممدت له يدي فقط ، اسلم عليه ، جاء دوري , اجلس فوق الكرسي , الحلاق صديقي , قال لي :
هل اتصلت بلطيفة ؟؟
قلت له باندهاش : من هي لطيفة هذه ؟؟
أجاب : تلك التي أعطيتك رقمها ، ألم تقل لي انك تحتاج الى فتاة ؟؟( حلاق و قواد و سمسار)
آه تذكرت , لم اتصل بها .
-
لما ؟ لو رأتك لتعلقت بك , انخا فتاة جميلة !!
-
سافكر في الأمر , فربما أنسى عيشة !!
ـ من هي عيشة تلك التي تهلوس بها ؟؟
-
فتاة من الدار البيضاء.
قهقه عاليا : آه كم انت مسكين , هل مازلت تحبها ؟؟
-
ربما ,لا اعرف .
-
اتصل بلطيفة , لعلها تنفعك , انها قريبة منك , ليست ببعيدة . لي قريب من العين قريب من القلب .
ـ حسنا سافعل ,ذكرني برقمها .
يفعل , ادون الهاتف , أتصل بها ,لا ترد ,العلبة الصوتية , اللعنة .
-
الحلاق: لا عليك , حاول غدا .
-
حسنا .
ينتهي من الحلاقة , اقوم من على الكرسي , أهمس في أذنه :
-
ليس معي سنت واحد.
يقهقه , لا عليك يا صديقي ,يكفي أنك جئت .
اخرج , ينتابني شعور بالغثيان , رغبة في التقيؤ , أتوجه الى السيبير .اجلس , يستقبلني صاحب السيبير بالبشاشة والفرح قائلا :-عيدك سعيد .
ـيحاول تقبيلي فامتنع , ابتعد عنه قليلا , شعرت بالحرج ,لا يهم , اجلس قبالة الحاسوب , افتح صفحة انترنت , أول شيء افعله ابحث عن اغنية الحسين السلاوي ( خلخال عويشة ) ـ ثم افتح علبة رسائلي , لا رسائل منك , اتجول قليلا , يعاود ني الغثيان , الشعور بالحموضة في معدتي , علما انني لم آكل شيء طوال اليوم .
-
شهية مغلقة , ربما .
لم اشعر بالجوع , حالة اكتئاب حادة , اخرج من السيبير , ثم اعود مجددا , اكتب لك رسالة وداع , كيئبة , حزينة, ربما .
في الجهة الأخرى تحيني فتاة : عيدك سعيد معاذ , كيف انت . رسمت ابتسامة على وجهي , أو اكتفيت برسم ابتسامة على وجهي وتركتها تتحدث لوحدها . تذكرت أنني طلبت منها لقاء ذات يوم , فخدلتني وتركتني انتظر على الشاطئ ، آه ,أيتها العاهرة قلت في نفسي ، اتمم الرسالة ’ ارسلها لك , اخرج من السيبير,ملوح بيدي الى صاحبه, الى الغد , فهم القصد , فانا مفلس من اين سادفع له ؟؟.
أتوجه الى البيت , أتسلل عبر الدرج حتى لا يراني احد بتلك الحالة .
قهقهة وضحك , يبدو البيت ممتلئ بالضيوف ؟؟ ما العمل ؟ ما الحل ، اتوجه مباشرة الى غرفتي كأن لا احد موجود , تأتي امي , تسأل:
-
الن تسلم على الضيوف ..؟؟
-
لا….لا يا امي .
-
هل تريد الأكل ؟
-
ايضا لا.
ـ ما بك يا محمد ؟؟ هل تشعر بشيء ؟
أصمت أتركها تضرب يدا على اخرى و تنصرف مهمهمة : الله يرزقني الصبر معاكم .
أنام ,أو أحاول النوم .
ربما تشرق شمس افضل غدا ……………
آسف عيشة لم اجد ما افعله , ففكرت في الكتابة لكي …. 11/12/2008

mardi 4 février 2014

اعتذار فاسق

في اللحظة الأخيرة , لحظة افتراقنا في ذلك الصباح , حين مددت يدي إليك مصافحا كالعادة التي اعتدنا عليها لمحت في عينيك غضبا ينم عن احتقارا لذاتي و تعابير اخرى عجزت عن فهم فحواها أو ما حاولت قوله , لكنها حتما كانت تعبر عن الإزدراء وخيبة الأمل , ربما كانت تبدو على وشك اعلان النهاية لقصة جميلة . أتذكر جملتك الأخيرة بمضض " ليس لك شرف تقبيلي" , لأول مرة اشعر بمدى وضاعتي مثلا أو دنائتي أو حتى خيانتي لشخص كنت ومازلت وسأظل اكن له الحب , ربما لا تستطيع كلمة وضيع او دنيئ التعبير أو تصوير ما انا عليه من تفاهة و تناقضات , ربما لن تعني لي هاته الكلمات اي شيء ، لطالما قلت انني خارج كل التصنيفات الأخلاقية , و أبحت لنفسي كل شيء ! لكن ربما تعني لك شيء أو تعبر لك عن مدى أسفي , مع أنني لا أعرف كيف أعتذر ولم امتلك يوم جرئة الأعتدار , إلا أنني قررت أن اعتذر لك , عما اقترفته في حقك اي عدم التزامي معك بالمبلغ الذي طلبته , وفضلت تحت ظغط الرغبة الملحة و المستبدة أن أنفقه على عاهرة أو أمنحه لعاهرة , لمجرد انها عاهرة , تعبيرا عن الوفاء والإلتزام الذي أبرمته مع كل العاهرات حتى ارضي زبي وحتى يرضى عني زبي وحتى أشعر أنني انحدر نحو الحضيض كل يوم تعبيرا عن العدمية في احلى تجلياتها .رفض الإرتقاء و التمسك بالحياة , و العمل من اجل الحياة الى ما هو نقيض , الموت…. عاهراتي الحزينات , معبوداتي الجميلات , رغم قبحهن , وعهرهن , و طمعهن , أظل وفيا لهن و لاهثا ورائهن ككلب !ا لمجرد أن اشتم رائحة احداهن ارمي ورائي كل شيء ..يصير كل شيء عدما ما عاد هي ..ـ…جسدها ….شفاهها….. عطرها الذي يسلبني وجودي ووعي , صار جسدهن الها أو مسجدا اتقرب اليه الى اله يحكمني ويطالبني بالقرابين الغالية ..وكمؤمن بليد اجد نفسي في خدمته بصدق واخلاص و ايمان يندر ان يوجد .. وعلى استعداد أن اقتل من أجل ان انام مع عاهرة … انني لا استطيع السيطرة على نزواتي ورغباتي , واشعر انني في متاهة فقدت عبرها كل شيء ..حتى احساسي بذاتي وكياني , و احاسيسي اتجاه اصدقائي بدأت تتلاشى و تذوب تحت حرارة الغريزة و ظعطها , وتحت مشاعر الإغتراب و الإحساس بالضياع صرت غريبا عن نفسي و اصدقائي , غريب عنك مع انني اشعر بالحب نحوك والإطمئنان حين اجلس معك وحين ننتشي بخمرة فكرنا الأعرج … ونتمرغد في ورشة فشلنا الكبيرة , في انتظار غدا لن يصل ولا تظهر عليه علامات الوصول ,غدا اغتصبانه قبل ولادته ………. في الصباح انتابتني الرغبة في رؤيتك مجددا والجلوس و تناول الفطور وقراءة الجرائد بقربك , و ان نشتم بعضنا و نتلاسن و نضحك في النهاية ثم نفترق لنعيد اللقاء مجددا , والشوق يسبقنا ليعبر عن عمق واصالة صداقتنا ! لكن فجأة سيطر الذهول علي و تساءلت هل حقا مازلت بعدما "وقع " استطيع رؤيتك ؟ شعرت لحظتها , كأن هناك شيء انكسر و تفتت ولا يمكن تجميعه مجددا ؟ ظللت واقفا امام الهاتف متسمرا , عاجزا عن الأتصال بك , شعرت ان ارقام هاتفك اختفت من ذاكرتي كتعبير عن التعاطف معك واحتقارها لي و كأن الهاتف نفسه امتلك ملامح غاضبة و راح يشتمني بأفظع الشتائم , لأول مرة أشعر انني ارتكبت خطأ أو جريمة بحق نفسي أو انني حرمت نفسي من صديقها ورفيق دربها .. بسبب الزب و بسب خضوعي له و لكل نزواته قدلا تستطيع الكلمات قول كل ما اوده إلا أنني اسف جد ……………
محمد سقراط …….

عفوا صاحب الجلالة .................. كنحسدك

مللي دخلت للفايسبوك كانت الموضة ديك الساعة هي تكتب على المخزن، و تسمي الملك بالمخزن، والنظام بالمخزن، والقصر بالمخزن, وتهضر على أزلام النظام المخزنيين.

شي واحد متفاهمتيش معاه كتاهمو بالتمخزين، وكان قليل لي كيكتب على الملك مباشرة و كيسميه، و أنا كنت كنكتب من باب اللامبالاة، و حيث أنا عارف قيمة راسي، وعارف أنني ماشي مهم وما أكتبه لن يشكل أي خطر، وماعندو حتى شي قيمة،  ويمكن نقول لي بغيت بلا مانتعرضلأي مضايقة، و ديك الساعة كانوا كيدخلوا عندي المناضلين كيقولوليا حذف داكشي راه خاطار عليك، راه يقدرو يشدوك راه تمشي للحبس، راه تمشي لتمارة، راه تمشي لغبيلة، و أنا كنت كنقوليهم راه يمكن لينا نكتبوا لي بغينا بلا خوف بلا حشمة، حيث راه ممسوقينش لينا أصلا وكتاباتنا غير مؤثرة وماعندها حتى قيمة . 

طبعا هوما مكانوش كيتيقوني ومكيقدروش يتخلاو على فوبيا المخزن، حيث كتعطيهم قيمة كيفتاقدوها فالواقع، كتعطيهم معنى لوجودهم و كيحسوا بأنهم حقا مهمين و عندهم تأثير، و كاين لي كيتخايل أن لاليست ديالو عامرة بالبوليس معندهم شغل إلا مراقبته، وكاين لي كيتخايليهم كيتبعوهم و كيتجسسوا عليهم، وكيخلقوا سيناريوهات حول المضايقات اليومية لي كيتعرضوا ليها من قبل المخزن، و كيبقى الواحد منهم كيحس بالبطولة وبأنه كيدير شي حاجة مهمة فالحياة من خلال نشاطه كمناضل، و كمخربق فالفايسبوك، و ملي كنت كنقوليهم راه هانية وراه ماتابعكم حد، وشوفو أنا راه كنكتب لي بغيت كيتهموني أنني مخزني، و كاين لي منهم بقى كيقول علاش سقراط كيكتب لي بغا و مكيتشدش، و بقاو كيقولوا هاد الهدرة حتى تشديت و غبر ليا الشقف، ديك الساعة هوما نيت ناضو كيحتجوا و كيغوتوا و كينددوا بالنظام الظالم الغاشم اللاإنساني، المستبد، اللاديمقراطي. 

طبعا كانو كيقصدو المخزن لي هو الملك. 

دخلت للحبس و خرجت، لقيت بنادم تحلاتليه العقدة و بدا كيقصد الملك ديريكت، و بلا خوف بلا عقد، و طبعا مع إحساس أنه واعر و جريء، وفشكل ومختلف عن الآخرين وأكثر وعيا منهم و أكثر معرفة، و أنه عايق بالقالب، و عارف شكون سبب المآسي لي كنعيشوها، وسبب التخلف والتدهور و شلا حاجات .. 

واستغربت أنا للأمر و جاني مقزز  فالصراحة، باش أنك تدوي على الملك فكل فرصة و بلا شي سبب مقنع راه هادشي مبتذل وبيزار، و قلت هادشي فواحد الستاتو و ناضوا ليا المناضلين الشرفاء ... صافي قلبتي الفيستة .... صافي بعتي الماتش .... واش الحبس لعب لعبو .....واش رشاتك لبرودة ..... باينة القرعة كرات فيك .... 

وبيني و بينكم أنا فين عمري لبست شي فيستة باش نقلبها، و فين عمري لعبت شي ماتش باش نبيعو، و الحبس دوزتو بيخير ربيب، و كلست مع راسي وبقيت كنفكر فآش داير لينا الملك باش ينوضوا شي وحدين يحقدو عليه هاكة ... بيني و بينكم أنا كنحسدو  على وزنو السياسي وعلى الجيتسكي وعلى فلوسو وعلى طوموبيلاتو وعلى شلا حاجات، و مكنحسدوش غي هو راه كنحسد حتى جوستين بيبر، و جاي زي كنحسدو على بيونسي، وكنحسد سينا على الجرأة ديالها، وكنحسد بزاف بزاف ديال الناس،وقلت مع راسي زعما كون ماكانش محمد السادس وكانت جمهورية ديموقراطية كتطبق القانون واش كنت أنا غنكون حسن من هاكا زعما، كون كملت قرايتي ووليت محامي كيما بغا الواليد، أو وليت مهندس كيما باغي أنا، و ماكنتش غادي ندخل للحبس، وكانت فرصي فحياة زوينة غادا تكون مساوية لفرص هادوك لي بيخير عليهم، و كنت غادي نشري دار و نتزوج ونحتافل براس العام فباريز، و مكانتش صاحبتي غادا تسمح فيا، و مكنتش غادي نكون فراش فالزنقة، زعمة كون تزاديت و كبرت فظل نظام جمهوري واش كنت غادي نكون شي سقراط آخر من غير هذا .... كنعيا نفكر فآش داير ليا الملك كنلقى والو ... 

أنا الوحيد المسؤول عن الفشل الدراسي ديالي، و عن فشلي فالحياة على عدة أصعدة، و أنا الوحيد المسؤول عن سبب ترك صاحبتي ليا، وأنا المسؤول عن كل الأخطاء لي طحت فيها، و هادشي لي عايش دابا راه هو لي نقدر نوصليه بمؤهلاتي وهو لي كنستحق ...... آش دار ليا هاد محمد السادس ... بنادم ملي ماكيقدرش يتحمل المسؤولية كيبقى يلقي اللوم على الشيطان، على الملك، على الزهر، على شلا حاجات كيستعملوها الفاشلين باش ميتحملوش مسؤولية ريوسهم ..... 

عفوا جلالة الملك ما درتي ليا والو ولكن راه كنحسدك ومكرهتش نحكم حتى أنا وديك الساعة غادي نبيد النص فهاد البوزبال

مذكرات محمد سقراط في السجن (الحلقة التاسعة)


مرت ساعة تقريبا على زيارة أبي لي حتى سمعت إسمي بصوت زريقة العياط الملعلع :
_ وا محمد وا سقراط
_ هاهو هاو ... آش كاين .
_ المحامي .
علمت أنه الطاهر , فهو ليس مجرد محام دفاع عني , و إنما أخ و صديق و نديم و شريك (ليس فالجريمة طبعا ) و ند و عضو بارز في أخوية الأنذال المتحدين , و لم يتخلى عني سابقا و لن يتخلى عني الآن و خصوصا في مثل هذا الموقف المعقد , و كان برفقته الصديق العزيز عبد الإله تاشفين المعروف بمرافعاته الثرية و صلابة  مواقفه التقدمية الحداثية , وثقافته القانونية العالية , حقا كان الحظ بجانبي بأن حظيت بأصدقاء من هذه الطينة .
كانت غرفة إستقبال المحاميين أكثر تأنقا من قاعة الزيارة , تحتوي على مقاعد و طابلات , عوض الكراسي الإسمنتية الطويلة التي بلا روح في قاعة الزيارة , هذه الغرفة أكثر حياة و أكثر مدنية , و خلفي على الجانب الأيسر كانت تجلس فاتنة , رقيقة وجذابة , كنت مشتتا بين محاولة التحديق فيها دون لفت الإنتباه , و محاولة التركيز مع الطاهر و تاشفين .
بعد السلام الحار و الإبتسامات الباردة , سولوني على الحبس كيداير واش أنا بيخير واش كنتعرض لشي مضايقات .... كانت الإجابة المغربية الرسمية ... بيخير بيخير بيخير والله الى بيخير.
 لم نتحدث كثيرا عن القضية , و كيف و متى و لماذا , لأنهم كانوا يعرفون كل شيئ و متابعين لكل التطورات , المهم الآن هو أنني غرق ليا الشقف خاص نشوفوا كيفاش ندوز هاد المدة بيخير هنا و هذا هو الأهم .
سألت الطاهر :
 _آجي شحال فنظرك يعطيوني على هاداك المحضر .
_ عام و نص حتى لعامين .
_ إيوا نتشاوفو ف2014 أعشيري .
_ علق تاشفين : غادي نحاولو ما أمكن نضغطوا عليهم و تاخد برائتك حيث كتستحقها , و لكن الا مكان والو راه غادي نديرو جهدنا باش تاخد أقل عقوبة ..

_ هانية هانية أخويا تاشفين أنا راه  بخير هنا راك عارف , لي غيتكرفص هوما واليديا و خديجة مسكينة .... المهم سمع الطاهر عتجمع الكتوبة لي عندي فالدار و تديهم للواليد و دبر ليا كتوبة خريين , و عمر ليا شي جوج إم بي 3 يكونو عامرين بالزيك المزيانة راه توفيق و ياسين عارفيين آش كنتصنت , و سلم ليا على جيهان بزاف بزاف آش خبارها ديك لفنيكيشة .
_ بيخير بيخير راها كتقدي بكات مسيكينة حتى هي راه الصراحة كلشي بقا فيه الحال جات على غفلة .
_ هانية أعشيري كلشي غادي يدوز ... المهم ديرو جهدكم و متنساش ليا دوك اللعيبات , آجي بعدا الى عندك بريكة أراها ليا راه بنادم فالحبس كتقوليه شي شعيلة كيقوليك أراى نشعليك, كتولي مقيومة عليك شعلة بجوج نترات أو كثر .
_ لا منقدرش نعطيهاليك راه كاينين  كاميرات هنا , يجيبليهم الله غي باغي نعطيك شي حاجة .
_ أودي آش عتعطيني السلاح باش نهرب , راه غي بريكة هانية ميقولوا والو.
_ والا ... تولي جابد لينا شي صداع , سير أنا نقول لباك يدخلها ليك المهم الى حتاجيتي شي لعبة  دورليا و بيناتنا المشقوف .
_ واخا ضروري .
تعانقنا  و خلال الحوار الذي دار بيننا كانت تتخلله ضحكات و كنا نتحدث بأريحية أكثر نظرا لصداقتنا , و هذا ما لفت انتباه الموظف المراقب وسألني عندما هممت بالخروج :
_ واش خوك ؟
_ لا ..... ولكن عشيري .
عند العودة دزت بالرومبة طبعا , و هي ملتقى الكراوي التي تأدي الى الكارتيات , و هي قلب السجن النابض . و حيت يتواجد أكبر عدد من الموظفين , و حيت تحل المشاكل الكبرى تلك التي تتجاوز قدرات شاف كارتي , و هي مكان تواجد المدير و رئيس المعقل , لكنني لم أكن أتصور أنها مكان التعلاق أيضا .... و التعلاق هو كيشدو الواحد و كيعلقوه مع باب من القضبان الحديدية من يديه , و يمكن يديروليه كما بغاو,  إما على شكل صليب اما يجمعوليه يديه فوق راسو, و بحكم أنني جربت الطريقة التانية أؤكد لكم أنه ملي كيطلقوك راه الدم كيكون مابقاش كيوصل كافي ليديك, و القلب عيا ,و كتولي مقادرش تهز يديك أو تطاكي بيهم , و يمكن يبداو عليك بالتصرفيق كما بغاو بلا متدير أدنى رد فعل , واخا غي تطاكي حيث يديك كيكونو مخدرين ديك الساعة و كتحس بالنمل كيجري عليهم , و لكن هنا راه كنت أول مرة كنشوف التعلاق و طبعا خفت الخوف لي كيعتاري أغلب لبواجدة , و قلت ياربي منوصلش شي نهار لتم ... و أول حاجة درت ملي دخلت للشامبر هي سولت براهيم :
_ واحد أصاحبي معلقينو فالرومبة بالمينوطات مالو آش يكون داير زعمة ؟
ضحك أبراهيم من إندهاشي و تابوجاديت ديالي و قال :

_ غادي يكون الضارب مع شي واحد , أو لقاو عندو شي حاجة , المهم داير شي مخالفة , أو يقدر يكون ماداير والو و زرفوه شي وحدين ريطوه حتى قادوه مع الصابونة , أو يقدر يكون ناض لشي زك بالليل , متعرف شلا حاجات يقدرو يوصلوك لتم ..... حتى نتا غي تسنى نوبتك راه ضروري من الرومبة , أواه تدوز مونتيف بلا متعلق زعمة مالك دجاجة .

lundi 3 février 2014

قواعد تازلالت الأربعون لمحمد سقراط ... دليلك الى علم النكاح

     واحد البنت سولات الأم ديالها :_ ماما شناهو البليزير ؟
_ البليزير أبنيتي هو يشدك شي صاحبك و ينكحك مزيان ..
_ و آشناهو الكراند بليزير الواليدة ؟
_ الكراند بليزير هو يشدك شي صاحبك و يعشيك فبلاصة زينة و يسكرك و ينكحك مزيان و يحطليك فالصباح ألف درهم .
_و آشناهو الحب الواليدة ؟
الحب أبنيتي ختارعوه غي ولاد لقحاب باش يحويو فابور ...
هذه نكتة , و لكن نحن أخدناها كحكمة و كنمط عيش , حيث كنا من ننكح فابور بإسم الحوووب , و وضعنا قوانين لهاد النمط من العيش,  و مفردات خاصة مثلا : ساطة كووول  هي ساطة كتمشي معاك للفراش فأقرب فرصة , و بلا دوران فالقهاوي بلا تيليفونات بلا ميساجات بلا صداع الراس ,  كتمشي معاك و هي مقتنعة أنها تفعل الصواب ,  بلا إحساس بالذنب أو الخيانة لواليديها و لمحيطها لي زرعوا فيها أحكام مسبقة على الشرف , و على الذئاب البشرية , و أنها خاصها تحضي  راسها منهم , وكاع دوك مخلفات ما قبل التمدن و الحداثة . لذا كنا فين مكتقول لشي عشيرك راه غادي نتلاقا واحد الساطة , أول سؤال يباشرك به هو : واش كوووول . 
و بعد هذا السؤال هناك أسئلة أخرى أساسية منها :
-إينا موسيقى كتصنت ؟
- واش عندها مع السينما ؟
- واش خدامة ؟
- فين كتقرى ؟
- شحال جابت فالباك ؟
 و السؤال الأخير أساسي و محوري , حيث كنا كنعتامدو معدل القبول فالأقسام التحضيرية .... و الى كانت خدامة , كتسول على مجال عملها , و كتخمن الصالير شحال , و الى مكانتش خدامة كتحرى على واليديها واش بيخير عليهم من خلال أسئلة غير مباشرة , و من خلال ترسانة مكاياجها , عطورها, حوايجها , بزطامها واش فيه ليكارط كيشي , حيث أهم حاجة هي الإستقلال المادي و المعنوي و تكون متحررة , و هاد المفهوم لي كيحيلنا مباشرة لأنها تكون كووول .
أماكن الصيد غالبا مكتكون عبر مواقع الإتصال مع بعض الإستثنائات (قهوة ....مكان عمل ....تران ...بوب... بواط متكتكة ...بار بعقلو شيك..) من إيامات الميرك , و مرورا عبر الياهو و الإيميسين و المنتديات الحوارية و الفكرية و البالتالك و كامفروك , انتهائا بمعجزة الحياة المعاصرة الفايسبوك ... كاين لي كيفتاخر بأنه في سيرته الذاتية نكح من الإيميسين إتنين و تلاتين مرة .. و نكح من البالتالك اتنى عشر مرة  , ومن المنتديات خمس مرات , و هاكة و ملي كنوصلو للفايس كتلقى العدد كيتضاعف و مدة الإستدراج كتنقص ... فالإيميسين كانت بعض الحالات كتدوز معاها شهرين ديال الهدرة غي باش تلوحليك تصويرة , دابا كتدخل للفايس كتلقاها مشتتة مية و خمسين صورة فمختلف الأماكن و الأوضاع , حتى فالطواليط ديال دارهم .
 كنبقاو نتباهاو على بعضياتنا بأشكال صحاباتنا , بمكانتهم المجتمعية , بمواقعهم الطبقية , بأصولهم العرقية , بشهاداتهم الأكاديمية . و أهم حاجة بسرعة إستدراجهم للدار فأقل مدة ممكنة إبتداء من وقت إرسال أول كلمة فالشات . كاين لي عندو فالروكور تلات أيام ما بين أول كلمة فالشات و أول بليزير فالفراش .
و من بين القوانين لي وضعنا كاين : عمرك تعمر السوق مع ساطة بعيدة عليك بأكثر من ألف ريال ديال المركوب .... شكل الساطة هو لي كيحدد مدة المحادثة .....كل ما يتحرك هدف ..... عمرك تكون آمي فحياة شي ساطة كون مشروع نكحة مؤجلة و متكونش آمي ,.... و عمرك تقول لشي وحدة نتي بحال ختي ....عمرك تسول الساطة على شحال فعمرها أو واش مرتابطة ....أفضل قهوة يمكن تتلاقاو فيها خاص تكون أقرب وحدة للدار ....و طبعا ديما كون معجب و فحالة حب دائمة و ديما حسس الساطة بأنها مميزة على الأخريات فعمقها فأحسيسها فعقلها فشخصيتها فأفكارها .... أفضل الساطات هوما لي عاد خارجين من شي علاقة حب مريضة, كانو فيها مشاريع مستقبلية لم تتحقق, أو لي عندهم مشاكل مع واليديهم و خصوصا الأب .... أكثر الساطات تعلقا و تهيجا وتطرفا و عنفا فالحب هوما لي جربو ينتاحرو شي نهار ....الساطة الى نقص وزنها على خمسة و خمسين كيلو مابقاتش بنادم ....واياك من لقصارات فكما قال الزمخشري شر النساء البحاتر (القصار)..اما اليساريات فلا يجوز مضاجعتهن إلا وطئا و هم بحكم السبايا نظرا لعدائهم الشخصي لكل ما هو حي و لكل ما هو ليبيرالي ....إياك ثم إياك من أي حاجة كتحمل فإسمها الإلتزام , علاقة ملتزمة , موسيقى ملتزمة , أدب ملتزم و ما الى غير ذلك حيث هادشي ديال ضعاف النفوس و المعاقين ذهنيا و لي معندهمش القدرة على التعايش مع الوجود بقذارته و جماله و كيحاولوا بيئس أنهم يتميزو و يعطيو قيمة لحياتهم من خلال تبني قضايا غيرهم و الإلتزام بها ....قضية واحدة لي كاينة هي اللذة و المتعة و الإشباع و ضع هادشي هو الهدف من وجودك ..... لا فرق بين الساطة تقدمية أو رجعية  إلا بالترمة .... أقرب الساطات للبرتوش أقربهم للقلب ....أتناء المضاجعة الأولى ضع نصب عينك أن الهدف ماشي هو البليزير ديالك و إنما بليزير الساطة , لأن فالمضاجعة الأولى كيبان مصير العلاقة و كيبان البرهان , و الى دازت واعرة ديما ركز على أن ما يجمعكم هو أسمى و أرقى ما قد يجمع أي كوبل ....إياك ثم إياك ثم أياك من القدف السريع و من أن تجيب بليزيرك قبل الساطة ....عمرك تيق بالتصاور الفايسبوك .... ديما مدح الريحة لي دايرا الساطة و سولها اينا ماركة , و كون مأكد أنه بعدها غادا تلقي الساطة محاضرة مطولة على أنواع الروايح لي عندها , و على شغفها بيهم و على أنها كتموت فالروايح ...و حاول ما أمكن ثقف راسك فالماركات ديال حوايج لبنات و عطورهم و ماكياجهم و مسلسلاتهم , و خاص تقرى ولو مرة مرة المجلات النسائية و تفرج فالبرامج الموجهة اليهم حيث خاص تجمع أكبر عدد ديال المعلومات باش تكون مسيطر , راه هاكة حتى فالحرب ...إياك و الصواب و الأدب المفرط حيث موجودين و كيتظاهروا بيهم العديد من المخصيين نتا كتمتل التجديد وكسر الرتابة و الروتين فحياة أي ساطة ....أهم الكتاب لي يمكن تقراليهم و تحفظهم و تطبق داكشي لي كيقولوا هوما : الماركيز دوساد ... نتشيه ....ماريو باراخاس يوسا ....و فرويد ....و خصوصا ميكافيلي ....
الجيل ديالي أنا عاش مراهقته مع الأفلام الهندية , و مرة مرة مع الأنترنيت ( أول مرة تكونيكتيت كانت عندي 15 عام ) و الأنترنيت بالنسبة ليا كانت هي الموسيقى و البورنو . قبل منولي كنربط من خلالها علاقات حب , و هاد الموسيقى و البورنو كانو  ملخصين فموقعين أراب سيس و سيس أراب,  و من بعد تطورات معارفني و مداركني , و لكن عمرني تخايلت أنه غادي يجي شي نهار غادي نولي نتفرج فيلم ديال البورنو بجودة آ ش دي و فتلفازة ليد آ ش دي حجمها 52 بوصة , و حتى دازت أربعة عشر سنة عاد لقيت راسي فواحد المكان لي فيه هادشي , و طبعا محرمتش راسي من أنني نستمتع و نعيش هذه اللحظة التاريخية , و نتشاركها مع صحابي فالفايس بأن التقطت لي صورة مع التلفاز الكبير و فيه مشهد لنجمة بورنو كتدوش فالكشكوشة .... الله الله ... هرمت من أجل هذه اللحظة التاريخية , و لكن لي هرس هاد المتعة هو أنني ملي حطيت التصويرة فالفايس قام بعض الأخلاقيين المقرفين بالتبليغ عني للإدارة و بهذا منعت لمدة أسبوع من ممارسة مهنتي كزلال , بأن منعت من كتابة أي تعليق أو حتى ديك جيييم و هاكة دوزت سيمانة أصم و أبكم سمحوا لي فقط بأن نشوف و نسكت ..... و بذلك إظطريت لأنني نزاول مهنتي بالطريقة القديمة , و جاب الله التيسير و لكن فإفران , و كانت الطوموبيل و هدرت بزاف أكثر مما هو مسموح به فقوانينا , لذا هالعار الى لحت شي صورة فالفايس هاد المرة متسينياليوهاش حيث بذلك كتساهموا بإنتشار التحرش فالشوارع العامة , خليو بنادم مخشي فالفايس كيتحرش 
..من وسط دارو و مخشي تحت الكاشة حسن متخرجوه للشارع ساعر ......

مذكرات محمد سقراط في السجن ( الحلقة التامنة)

كما هو دائما , بشوش , مبتسم , مر من عدة مآسي و لم يعد شيئ يصدمه أو يهزه , رأيته مرة واحدة في حياتي يبكي , عندما علم أنني تغيبت لمدة شهر عن المدرسة و أنني أدخن في سن الخامسة عشر , حينها بكى , و بكى بحرقة كان يردد : بغيتك تولي بنادم و تقرا , ما بغيتكش تتكرفص كما تكرفصت أنا ,  أنا دخلت للمدرسة شهرين و مات الواليد و أنا نخرج , و بقات فيا الحرقة , و بغيتك نتا تقرى و تولي محامي , كنخسر عليك دم جوفي كنتمرمد عليك و كنتجرتل و كنطلب و نرغب و نهرب مرة للجوندارم مرة للديوانة غي باش تقرى نتا , مكنخلي بلاد ديما لاصق فالكوسان غي باش تقرى نتا .... شكون حس بيه ديك الساعة أو فهم آش كيقول , و لكنه كان دائما طيبا معي و متسامح و هاد المصيبة لي درتليه مكانتش على بالو .
 سلمت عليه قبلت رأسه و قبلت يده التي لم أقبلها منذ أن تجاوزته في الطول , أي منذ أن بلغت السادسة عشرة لم أدري ما أقول له أو بما أفتتح الحوار, و لكن للهجتنا مزاياها و طبعا كانت البداية بالسؤال المفتاح:
_ كيداير الواليد بيخير, الواليدة بيخير,  قوليها متقلقش راه الأمور بيخير هنا مكاين لا تكرفيص لا والو كولشي موجود و مهليين فينا و الماكلة زينة و نقية و عطاونا المانط عطاونا كولشي ...
 طبعا كنت أكذب , و لكن في هاته الحالة كان من الضروري أن أقوم بذلك لكن دون مبالغة مفرطة ,باش منتفرش . لم يحدثني عن ماذا وقع و لا كيف, سألني عن حالتي بدون أي شعور بالشفقة المقرفة, كان يتعامل مع الأمر كضريبة مفروضة أو كأمر كان لبد له من الوقوع منذ زمن , فقط تأخر ,و دخل في الموضوع الجدي :
- قوليا آش نجيبليك آش خاصك آش ندير مع هادوك برة ........
- شوف الواليد متعطي لتاواحد شي ريال و عنداك تجي عندي للمحكمة لا نتا لا لواليدة راه غي التكرفيص, الى بغيتو تشوفوني راه هنا ماشي تما راه منحملش نشوكم تم ,و دابا مخصني والو جيب ليا غي الكارو و شي لعيبات منلبس و كاشة بيضانسية تكون عيانة , راه باقي مشديتش لبلاصة و أي حاجة دخلتها دابا ره خاص نبقى كالس حداها حاضيها , راه هنا غفل عينك طارت , بلاتي حتى نشد قنيت زوين و نتقاد فعشرة زنينة و نقوليك آش تجيب , و من ناحية المحامي و داكشي راه الطاهر غادي يتكلف , راه  خويا هاداك الدري و ميكون غي الخير , المهم الواليدة قوليها راه بيخير بيخير بيخير راه بحال الموسم هنا , شتي دوك الليالي لي كنا كنباتوا فالسواق بفالطوموبيل و الشتا و البرد باش نشدو لبلاصة , راه هنا لمباتة حسن من داكشي , و راك عارفني الواليد دوزت التكرفيص و ماشي شي واحد دمدومة , وهادشي راه غيدوز غي صبر معايا راه معندي فين ندير وجهي من جيهتك , و أنا راه غادي نضيباني راسي راك عارف .. آشنو جبتي ليا فديك الميكة ؟
- شي حليب و شي عصيري والخبز و شي لعيبات سيفطاتهومليك خديجة , راه تقدات عرام و كين الحاجات لي مخلاوهمش يدخلو ...
- شوف رد داكشي للدار,  راه غادي غي نوحل بيه هنا , مكاين حتى شي بلاصة مأمنة فين نحطو , واش كاين تما الكارو ؟...
 - كانت غادا تاخدليك وينسطون , و قالت يقدرو يشفروه الموظفين و هي تجيب ترس ماركيز ...
- أرى غي جوج  باكيات , رد داكشي لاخور للدار , و شوف راه غندورليك و نقوليك آش تجيب ليا راه يمكن تدخل ليا بانية بلا متدخل تشوفني و مسموح فأي نهار غي تدوز تحطها هنا و هوما غادي يجيبوهاليا حتى للشامبري , المهم متنساش الكاشة جيب غي شي وحدة عيانة ,  و حويجات باش نبدل و شي جوج شورطات و صندالة ديال الميكة , راه الحمد الله جيت فالصيف كون جيت فالبرد كون تكرفصت كثر ...راه تلاقيت ياسين و خوه هنا , و تلاقيت براهيم عرفتيه داك الدري السمر لي خدام فالمارشي دابا مع عبد الله ... تلاقيت الدراري بزاف هنا راه بيخير بيخير الواليد , و كولشي راه كيعرف ولد العمي , و الدراري الصراحة كيتعاملو معايا على وجهو .....
 تسالات القصمين ديال الزيارة , وقفت لأودعه تمالكت نفسي كي لا أبكي,  ليس بسبب الإعتقال بل بسببه بسبب الوضع الذي رميته فيه , قبلته كثيرا شكرته طلبت منه أن يطمئن خديجة و يسلم عليها بزاف بزاف هاديك البنت مكاينش بحالها , و شوف الواليد جيب ليا تيليكارط شي جوج أو تلاتة باش نوضر بيهم  . راه كنديباني غي من عند الدراري هنا , يالله تهلى الواليد ... عاودت تقبيله .
عندما كنت خارجا للزيارة كنت أعد الدقائق و أعيش ألم الإنتظار,  و عندما فتح الشامبري لكي أخرج جئت مهرولا , باغي غي فوقاش نوصل,  الآن أعيش ألم الفراق , القصمين مكافياش و حتى الى كانت ساعة كاع راه مكافياش ,  دابا عاد بديت نعرف بقيمة الواليدين لي خذلتهم و عققتهم و عمري تصنت كلامهم ,  رجعت للشامبري و حسيت براسي تقيل مهموم و غارق و حلقي ناشف و فيه عقدة معقودة على تلاتة , و الذي أظاف اليها طعم المرارة هو ماركيز لي شعلتو باش ننسى , رجعت ريحت و حسيت براسي كنغرق فالباياص, و حابس البكية بزز ,  لقيت براهيم عاود اللوبيا و كيتسناني , مقدرتش الناكل كان فيا الجوع و لكن الماكلة مكتهبطش , شعلت ماركيز واحد آخر و ريحت كنفكر, المشكلة هو أنه لا مخرج لهذه الورطة , و أنا لم أكن أفكر في الحل , و إنما أفكر في حياتي التي ضاعت فالخوا الخاوي, فوالو , فالعبث , فالإنحراف و التجلويق , و كنت فرحان بيها بحال الى كندير شي عجب مكاينش ,و خديجة , خديجة لي مخلات مادارت معايا , و مع ذلك كنت أخيب أملها دائما و أخدلها , خديجة التي أحبتني بصدق لم يحببني به أحد يوما , خديجة بعينيها الأفروديتين و عشقها الكيوبيدي,  بتفاحتيها و حلمتيهما اللتان كنت أستمتع بتهيجها , بعضها , بمصها ,  بشفتيها ناعمتين و مذاق كلوز ماركة ديور عليهما , بعطورها المثيرة و المهيحة , الفاتنة و المتنوعة , بحمالات صدرها اللاإعتياديتين (أول مرة كنشوف سوتيانات كيتحلو من القدام هي عندها و آش إم من الفوق ) بنعومة جسدها الطفولي الملمس, العظيم الحجم و المتناغم التنسيق , صنعت بعناية و بدقة اله لا يعرف الخطأ , كنت ألقبها الحلم العربي و كانت حلما حقا .  كانت تقتي في نفسي تتزعزع و أنا أتمشى معها في الشارع . لجمالها و بهائها الذي يجعلني أمامها مجرد شي واحد موصلها لطاكسي أو خدام عند باباها , خديجة الحلم, كانت تراكم شبقي متحرك مشتهى من قبل الجميع , ايقونة للأنوثة و للغنج و الدلال , و كنت غارقا في اللذة معها غير مقدر لها و لحد الآن لم أجد الشجاعة الكافية لمكالمتها ...... سيري أبنت الناس الله يجيبليك التيسير فحياتك .