كما هو دائما , بشوش , مبتسم , مر من عدة
مآسي و لم يعد شيئ يصدمه أو يهزه , رأيته مرة واحدة في حياتي يبكي , عندما علم
أنني تغيبت لمدة شهر عن المدرسة و أنني أدخن في سن الخامسة عشر , حينها بكى , و
بكى بحرقة كان يردد : بغيتك تولي بنادم و تقرا , ما بغيتكش تتكرفص كما تكرفصت أنا
, أنا دخلت للمدرسة شهرين و مات الواليد و
أنا نخرج , و بقات فيا الحرقة , و بغيتك نتا تقرى و تولي محامي , كنخسر عليك دم
جوفي كنتمرمد عليك و كنتجرتل و كنطلب و نرغب و نهرب مرة للجوندارم مرة للديوانة غي
باش تقرى نتا , مكنخلي بلاد ديما لاصق فالكوسان غي باش تقرى نتا .... شكون حس بيه
ديك الساعة أو فهم آش كيقول , و لكنه كان دائما طيبا معي و متسامح و هاد المصيبة
لي درتليه مكانتش على بالو .
سلمت عليه قبلت رأسه و قبلت يده التي لم أقبلها
منذ أن تجاوزته في الطول , أي منذ أن بلغت السادسة عشرة لم أدري ما أقول له أو بما
أفتتح الحوار, و لكن للهجتنا مزاياها و طبعا كانت البداية بالسؤال المفتاح:
_ كيداير الواليد بيخير, الواليدة بيخير, قوليها متقلقش راه الأمور بيخير هنا مكاين لا
تكرفيص لا والو كولشي موجود و مهليين فينا و الماكلة زينة و نقية و عطاونا المانط
عطاونا كولشي ...
طبعا كنت أكذب , و لكن في هاته الحالة كان من
الضروري أن أقوم بذلك لكن دون مبالغة مفرطة ,باش منتفرش . لم يحدثني عن ماذا وقع و
لا كيف, سألني عن حالتي بدون أي شعور بالشفقة المقرفة, كان يتعامل مع الأمر كضريبة
مفروضة أو كأمر كان لبد له من الوقوع منذ زمن , فقط تأخر ,و دخل في الموضوع الجدي
:
- قوليا آش نجيبليك آش خاصك آش ندير مع
هادوك برة ........
- شوف الواليد متعطي لتاواحد شي ريال و
عنداك تجي عندي للمحكمة لا نتا لا لواليدة راه غي التكرفيص, الى بغيتو تشوفوني راه
هنا ماشي تما راه منحملش نشوكم تم ,و دابا مخصني والو جيب ليا غي الكارو و شي
لعيبات منلبس و كاشة بيضانسية تكون عيانة , راه باقي مشديتش لبلاصة و أي حاجة
دخلتها دابا ره خاص نبقى كالس حداها حاضيها , راه هنا غفل عينك طارت , بلاتي حتى
نشد قنيت زوين و نتقاد فعشرة زنينة و نقوليك آش تجيب , و من ناحية المحامي و داكشي
راه الطاهر غادي يتكلف , راه خويا هاداك
الدري و ميكون غي الخير , المهم الواليدة قوليها راه بيخير بيخير بيخير راه بحال
الموسم هنا , شتي دوك الليالي لي كنا كنباتوا فالسواق بفالطوموبيل و الشتا و البرد
باش نشدو لبلاصة , راه هنا لمباتة حسن من داكشي , و راك عارفني الواليد دوزت
التكرفيص و ماشي شي واحد دمدومة , وهادشي راه غيدوز غي صبر معايا راه معندي فين ندير
وجهي من جيهتك , و أنا راه غادي نضيباني راسي راك عارف .. آشنو جبتي ليا فديك
الميكة ؟
- شي حليب و شي عصيري والخبز و شي لعيبات
سيفطاتهومليك خديجة , راه تقدات عرام و كين الحاجات لي مخلاوهمش يدخلو ...
- شوف رد داكشي للدار, راه غادي غي نوحل بيه هنا , مكاين حتى شي بلاصة
مأمنة فين نحطو , واش كاين تما الكارو ؟...
- كانت
غادا تاخدليك وينسطون , و قالت يقدرو يشفروه الموظفين و هي تجيب ترس ماركيز ...
- أرى غي جوج باكيات , رد داكشي لاخور للدار , و شوف راه
غندورليك و نقوليك آش تجيب ليا راه يمكن تدخل ليا بانية بلا متدخل تشوفني و مسموح
فأي نهار غي تدوز تحطها هنا و هوما غادي يجيبوهاليا حتى للشامبري , المهم متنساش
الكاشة جيب غي شي وحدة عيانة , و حويجات
باش نبدل و شي جوج شورطات و صندالة ديال الميكة , راه الحمد الله جيت فالصيف كون
جيت فالبرد كون تكرفصت كثر ...راه تلاقيت ياسين و خوه هنا , و تلاقيت براهيم
عرفتيه داك الدري السمر لي خدام فالمارشي دابا مع عبد الله ... تلاقيت الدراري
بزاف هنا راه بيخير بيخير الواليد , و كولشي راه كيعرف ولد العمي , و الدراري
الصراحة كيتعاملو معايا على وجهو .....
تسالات القصمين ديال الزيارة , وقفت لأودعه
تمالكت نفسي كي لا أبكي, ليس بسبب
الإعتقال بل بسببه بسبب الوضع الذي رميته فيه , قبلته كثيرا شكرته طلبت منه أن
يطمئن خديجة و يسلم عليها بزاف بزاف هاديك البنت مكاينش بحالها , و شوف الواليد
جيب ليا تيليكارط شي جوج أو تلاتة باش نوضر بيهم
. راه كنديباني غي من عند الدراري هنا , يالله تهلى الواليد ... عاودت
تقبيله .
عندما كنت خارجا للزيارة كنت أعد الدقائق و أعيش ألم
الإنتظار, و عندما فتح الشامبري لكي أخرج
جئت مهرولا , باغي غي فوقاش نوصل, الآن
أعيش ألم الفراق , القصمين مكافياش و حتى الى كانت ساعة كاع راه مكافياش , دابا عاد بديت نعرف بقيمة الواليدين لي خذلتهم و
عققتهم و عمري تصنت كلامهم , رجعت
للشامبري و حسيت براسي تقيل مهموم و غارق و حلقي ناشف و فيه عقدة معقودة على تلاتة
, و الذي أظاف اليها طعم المرارة هو ماركيز لي شعلتو باش ننسى , رجعت ريحت و حسيت براسي
كنغرق فالباياص, و حابس البكية بزز , لقيت
براهيم عاود اللوبيا و كيتسناني , مقدرتش الناكل كان فيا الجوع و لكن الماكلة
مكتهبطش , شعلت ماركيز واحد آخر و ريحت كنفكر, المشكلة هو أنه لا مخرج لهذه الورطة
, و أنا لم أكن أفكر في الحل , و إنما أفكر في حياتي التي ضاعت فالخوا الخاوي,
فوالو , فالعبث , فالإنحراف و التجلويق , و كنت فرحان بيها بحال الى كندير شي عجب
مكاينش ,و خديجة , خديجة لي مخلات مادارت معايا , و مع ذلك كنت أخيب أملها دائما و
أخدلها , خديجة التي أحبتني بصدق لم يحببني به أحد يوما , خديجة بعينيها الأفروديتين
و عشقها الكيوبيدي, بتفاحتيها و حلمتيهما
اللتان كنت أستمتع بتهيجها , بعضها , بمصها , بشفتيها ناعمتين و مذاق كلوز ماركة ديور عليهما ,
بعطورها المثيرة و المهيحة , الفاتنة و المتنوعة , بحمالات صدرها اللاإعتياديتين
(أول مرة كنشوف سوتيانات كيتحلو من القدام هي عندها و آش إم من الفوق ) بنعومة
جسدها الطفولي الملمس, العظيم الحجم و المتناغم التنسيق , صنعت بعناية و بدقة اله
لا يعرف الخطأ , كنت ألقبها الحلم العربي و كانت حلما حقا . كانت تقتي في نفسي تتزعزع و أنا أتمشى معها في
الشارع . لجمالها و بهائها الذي يجعلني أمامها مجرد شي واحد موصلها لطاكسي أو خدام
عند باباها , خديجة الحلم, كانت تراكم شبقي متحرك مشتهى من قبل الجميع , ايقونة
للأنوثة و للغنج و الدلال , و كنت غارقا في اللذة معها غير مقدر لها و لحد الآن لم
أجد الشجاعة الكافية لمكالمتها ...... سيري أبنت الناس الله يجيبليك التيسير
فحياتك .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire